القدافي في روما يعيد فتح ملف اليهود الليبيين

إذاعة هولندا العالمية / في زيارته الأولى إلى إيطاليا، سيجتمع العقيد القذافي في خيمته التي نصبت في منتزه فيلا دوريا بامفيلي بمدينة روما، بممثلين عن اليهود الليبيين، الذين تركوا البلاد بعد حرب حزيران عام 1967. ليس هذا هو اللقاء الأول بين الطرفين، فقد كان رفائيل فلاح، رئيس رابطة اليهود الليبيين في إيطاليا قد دشن اللقاء الأول عام 1993، بعد أن زار طرابلس وتجول في المدينة القديمة، وقد نظر إلى تلك الزيارة والزيارات التي تلتها، كمحاولة من العقيد القذافي للإفلات من عواقب أزمة لوكربي، ولو من باب اليهود الليبيين.

لم يقتصر الاتصال باليهود الليبيين في إيطاليا، وإنما تم الاتصال أيضا باليهود الليبيين في إسرائيل، وكان نائب رئيس الكنيست موشيه كحلون الليبي الأصل قد أكد لصحيفة يديعوت أحرانوت في يوليو 2004، أنه تلقى دعوة من الزعيم الليبي لزيارة مسقط رأس والديه في مدينة الخمس الساحلية، كما أكد كحلون أنه اجتمع بممثلين عن القذافي في لندن، على هامش المؤتمر العالمي ليهود ليبيا، الذي نظمه رفائيل لوزون السكرتير العام لجمعية اليهود الليبيين، ولكن زيارة كحلون لم تتم لأسباب غير معروفة، ومنذ ذلك الحين خفت الاتصالات بين الطرفين، أو اقتصرت على الكواليس البعيدة عن الأضواء.

في أول موسم للحج بعد فرض العقوبات الدولية على ليبيا في مطلع التسعينات، أرسل القذافي طائرة على متنها رجال أمن ليبيون على أنهم حجاج منعوا من الهبوط في السعودية، فقرروا الحج إلى القدس، واضطرت السلطات الإسرائيلية فيما بعد على الكشف عن المراسلات مع الحكومة الليبية، التي طلبت الزيارة، بعد أن ادعت أنها ليست على علم مسبق بنوايا "الحجاج" الليبيين.

ليبيون منذ فجر التاريخ

كما سيجتمع العقيد القذافي بممثلين عن الإيطاليين الذين طردوا من ليبيا عام 1970، ولم يحملوا معهم إلا حقيبة واحدة ومبلغ صغير من المال، وبالرغم من أن هؤلاء المستوطنين جاءوا في ظل الاحتلال، مثل المستوطنتين في الضفة الغربية، وانتزعوا أخصب الأراضي المصادرة من أصحابها الليبيين، فإن جذور اليهود في ليبيا موغلة في القدم، بل أن بعضهم اقدم وجودا من العرب والأتراك، ويعود تاريخ تواجدهم في ليبيا إلى حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، وإن كان بعضهم قد هاجر إلى ليبيا قادما من دول شمال إفريقيا في مرحلة لاحقة، كما أن بعضهم وصل إلى البلاد بعد الخروج من الأندلس عام 1492.

في أواخر الثلاثينات من القرن الماضي قدر عدد اليهود في ليبيا بحوالي 21 ألف نسمة، ولكن بعد أحداث عام 1945 التي أسفرت عن مقتل مائة يهودي، تقلص عددهم، ولم يبق منهم في يونيو عام 1967 إلا سبعة آلاف نسمة. كان اليهود يعيشون في تناغم كامل مع المسلمين، وخاصة أولئك الذي فروا بدينهم من الأندلس مع المسلمين، ولكن التطورات التي شهدتها فلسطين، وظهور دولة إسرائيل افسد ما بينهم من ود، وبعيد هزيمة عام 1967، قتل عدد من اليهود في طرابلس، واحرقت بيوتهم وممتلكاتهم، ولم تجد الحكومة بدا من جمع اليهود في معسكرات الجيش لحمايتهم، وكان من الممكن امتصاص ذلك الغضب الشعبي الأهوج، لولا أن رئيس طائفة اليهود الليبيين ليللو أربيب طلب من رئيس الوزراء المغادرة الجماعية لطائفته، واستجاب حسين مازق للطلب، وأقيم جسر جوي لمغادرة اليهود باتجاه إيطاليا، ولم تكن لديهم مشكلة مع السلطات الإيطالية فقد كان اليهود منذ الاحتلال الإيطالي لليبيا يحملون الجنسية الإيطالية بالإضافة إلى الليبية.

وكان اليهود يتواجدون في منطقة طرابلس أكثر من برقة، حيث لهم في مدينة طرابلس القديمة حارتان تسمى الحارة الكبيرة، والحارة الصغيرة، كما لهم حارة في كل من مدينة الزاوية، مصراتة زليطن، مسلاته، ترهونة، الخمس، وبالقرب من سرت حيث ولد العقيد القذافي كان لهم قصر قديم يعرف بقصر اليهودية، أما في الجبل الغربي فقد عاشوا مع الأمازيغ في جادو ويفرن، مثلما عاشوا مع العرب في غريان، وفي منطقة تغرنة، ووصل عدد معابدهم في كل البلاد إلى 44 معبدا، أما في العهد العثماني، وخاصة في عهد الدولة القرهمانليية (1711- 1835) فقد وصلوا إلى مناصب مرموقة، وكان الوزير المسئول على المالية في بلاط القرهمانللين عادة من اليهود، وفي عهد يوسف باشا كانت لليهود سطوتهم من خلال الملكة استير عشيقة الباشا.

أما في برقة فقد تركزوا في بنغازي، المرج، ودرنة، وسيطروا على صناعة الذهب، والتجارة بالقطاعي والجملة، أما في الريف فقد تخصصوا في الحدادة، وعمل بعضهم تجارا متجولين على القرى.

وسواء كانوا في إيطاليا أو إسرائيل، لم ينس اليهود الليبيون وطنهم، وظلوا متمسكين بالعادات والتقاليد الليبية، ويورثونهم لأبنائهم، إلا انهم في إسرائيل اختلطوا باليهود الغربيين، وفضلوا مغادرة جيتوهات اليهود الشرقيين، ووصل بعضهم إلى مناصب عليا في الجيش والإدارة، مثل كحلون الذي كان نائب رئيس البرلمان.

قبل زيارته لإيطاليا أعلنت مصادر ليبية رفض ليبيا للوساطة الإيطالية، التي كانت تسعى لإقامة علاقات مع إسرائيل، وكان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قد طلب ذلك من الحكومة الإيطالية، وهو ما يرجح أن التعويضات ستقتصر على اليهود الليبيين الذين لم يقيموا في إسرائيل، إلا إذا كانت قراءة القذافي للتطورات تنسجم مع مطالبة اوباما العرب بالتطبيع مع إسرائيل، وهو ما رفضته السعودية.

ويقدر اليهود أملاكهم في ليبيا بحوالي 500 مليون دولار، وإذا تحصلوا على هذا التعويض، فهل سيفتح ذلك باب تعويض اليهود عربيا؟ والأهم ما تأثير ذلك على تعويض الفلسطينيين، ومبدأ حق العودة؟ في ظل حكومة يمينية تطالب بيهودية الدولة، ولا تفكر في حل الدولتين.

اليهود متشردين مالهم أرض

يبكو عليها

والقذافي أصله يهوذي قالو

اليهود ماليهم أمان

واي ارض يبكو عليها

What a Face

» شجر الغرقد / شجر اليهود
» رفض الفنانه حنان ترك الاجابه و المذيع يلح و يعيد فى السؤال شاهد التفاصيل و الاسباب
» أحلى ما قرأت عن القائد الملهم معمر القدافي